تبرز الخبرة الفذَّة، والكفاءة، والمهارات التقنية مقدار الجهد الذي بذله المرء والتنمية التي حققها في مساره الوظيفي؛ ولكن يتطلب الاستمرار في النجاح اكتساب المهارات الناعمة (soft skills) مثل: التفكير النقدي، والتعاطف، وحُسن الإصغاء، لا سيما لمن يتولى منصباً قيادياً؛ إذ توفر مثل هذه الصفات الثقة والتوجيه في الحياة المهنية. يقدم المقال 7 استراتيجيات لتحسين المهارات القيادية.
مفهوم المهارات القيادية
تساعد المهارات القيادية في التواصل مع الآخرين، واتخاذ قرارات مدروسة، وتقديم التوجيه الفعال؛ وهي تتضمن السمات الشخصية، والقدرات، والمهارات الاجتماعية التي يتمتع بها القائد، وتساعده في إدارة الفِرَق بفعالية، وتحفيز الموظفين، وتفويض المهام، والاستفادة من التغذية الراجعة في تطوير أدائه مع مرور الوقت.
كما يجب أن يتمتع القادة بمهارات ناعمة واجتماعية بارزة مثل: الإصغاء الفعال، والسرد القصصي للترويج للعلامة التجارية، والقدرة على حل الخلافات. تشمل المهارات القيادية أيضاً:
- التواصل.
- الثقة بالنفس.
- الحزم.
- التعاطف.
- حُسن الحكم على الأمور.
- الصدق.
- النزاهة.
- الاعتداد بالنفس.
كيفية تحسين المهارات القيادية
من الهام تحديد المهارات أو السمات التي يرغب القائد بتطويرها لتحقيق أهدافه المهنية؛ ويُستحسَن التركيز على اكتساب واحدة أو اثنتين من المهارات القيادية خلال فترة زمنية معينة.
فيما يلي 7 استراتيجيات لتحديد المهارات القيادية وتطويرها:
- تحديد نقاط القوة والضعف في القيادة.
- تحديد أسلوب القيادة.
- وضع أهداف واقعية.
- طلب الدعم من القادة.
- تولي الأدوار القيادية خارج العمل.
- تولي الأدوار القيادية في العمل.
- التحلي بالصبر.
1. تحديد نقاط القوة والضعف في القيادة
بإمكان القائد التركيز على مكامن قوته، والعمل على معالجة نقاط ضعفه؛ وذلك عن طريق الاستعانة بمنتور أو أحد الزملاء الموثوقين لمناقشة الجوانب التي يتقنها، وتلك التي تتطلب التحسين. يمكن أيضاً إجراء اختبارات وتقييمات للشخصية والكفاءة.
تُحدَّد نقاط القوة أيضاً عن طريق التفكير في الموضوعات والجوانب التي ساعدت القائد في نيل الترقيات والثناء، والسمات والمهارات التي مكَّنته من تحصيل المكافآت والتقدير.
2. تحديد أسلوب القيادة
يفيد تحديد أسلوب القيادة في تنمية المهارات القيادية؛ حيث تتضمن أساليب القيادة: الديمقراطية، والتحويلية، والاستبدادية أو القسرية، والقيادة من خلال تقديم الكوتشينغ. يساعد فهم الأسلوب القيادي في استثمار الفرص التي تبرز نقاط قوة القائد، واكتشاف القدرات والمهارات القيادية القابلة للتحسين من خلال الاستعانة بالمنتورز، أو حضور ورشات العمل، أو طلب التغذية الراجعة من زملاء العمل.
إلى جانب ذلك، يفيد كل أسلوب قيادي في مواقف أو أدوار مختلفة. على سبيل المثال: تفيد القيادة الاستبدادية حين تواجه المؤسسة تغييراً سريعاً، في حين تُثبِت القيادة من خلال تقديم الكوتشينغ فعاليتها في العمليات اليومية، وعند العمل على المشاريع.
3. وضع أهداف واقعية
تفيد الأهداف في تحسين نقاط القوة والمهارات القيادية؛ إذ يمكن تحديد الجوانب القابلة للتطوير بعد اكتشاف نقاط القوة والأسلوب القيادي.
تُحدَّد أهداف التنمية من خلال مقارنة الإمكانيات الحالية مع المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف المهنية، ويُفضَّل أن تكون هذه أهداف التنمية واضحة ودقيقة ليتمكن القائد من متابعة تقدمه ومعرفة درجة تحسنه.
كما يجب أن تكون الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق لضمان التقدم والشعور بالتحفيز، وأن يكون موعد التحقيق وآليته واضحين. على سبيل المثال: "تحسين مهارة التواصل" هو هدف عام، ومن الأفضل أن يكون محدداً أكثر مثل: "إكمال دورة تدريبية حول التواصل من خلال العمل على المواد لمدة ساعة يومياً".
4. طلب الدعم من القادة
يُستحسن أن يلتمس القائد العون من قادة آخرين يطمح إلى الاقتداء بهم، وقد يصبح هؤلاء منتورز يقدمون له النصح والتوجيه، بل إنَّهم قادرون على إخباره بالمهارات التي يستطيع تطويرها للارتقاء في المؤسسة إذا كانت تربطهم به معرفة شخصية.
كما يمكن الاستفادة من تجارب القادة الآخرين عن طريق الاطلاع على الكتب التي ألفوها، والبحث عن مقابلاتهم ومحاضراتهم التي يتناولون فيها خبراتهم القيادية والتحديات التي واجهتهم، وتسجيل الخصائص والمواقف الشخصية التي تعزز فاعلية القائد للعمل بها.
وثمة خيار آخر يتمثل في الالتحاق بدورة تدريبية تقدم معلومات حول موضوع يرغب القائد في إتقانه. وفي بعض الأحيان، تتيح هذه الدورات التدريبية فرصة الاستفادة من معارف قادة خبراء.
5. تولي الأدوار القيادية خارج العمل
يمكن تطوير المهارات القيادية وتعزيز الثقة بالنفس عن طريق تولي أدوار قيادية في الحياة اليومية، مثل التطوع لإدارة فريق رياضي محلي، أو تأسيس مشروع خاص. غالباً ما تلقى هذه المبادرات ترحيباً؛ لأنَّها تخفف بعض أعباء العمل عن أعضاء الفريق الآخرين. ومن الأمثلة على ذلك المنظمات المعنية بالآباء والمعلمين في المدارس، بالإضافة إلى أنَّ بعض المجموعات، كجمعيات مُلاك العقارات، تُجري انتخابات لاختيار الرئيس القادم؛ إذ يوفر هذا النوع من الأدوار القيادية خبرة قيّمة تُسهل تولي مهام مماثلة في بيئة العمل أو الحياة العامة.
6. تولي الأدوار القيادية في العمل
من الطرائق الفعالة لتطوير المهارات القيادية هي البحث عن مناصب رفيعة يمكن توليها في العمل التي تُعد فرصة لتطوير المهارات من خلال توظيف نقاط القوة، وتحسين نقاط الضعف.
يمكنك أن تقترح قيادة مشروع ما، أو تطبيق تحسين أو تغيير في المؤسسة، أو تطلب من مشرفك منحك فرصة لاكتساب الخبرات القيادية. ثمة طرائق بسيطة لتعزيز مهارات القادة، مثل: توجيه أعضاء الفريق الجدد، أو مساعدة المشرف.
7. التحلي بالصبر
يجب على القائد التحلي بالصبر خلال تنمية مهاراته وإتقان العمل في منصبه؛ حيث يمكنه العمل على مهارات محددة، أو ممارسة القيادة في موقف معين، مثل: تقديم مشروع جديد، أو دعم الفريق خلال فترة انتقالية كبيرة.
في الختام
التعلم والتطوير المستمر ضروريان لنجاح القائد في مهامه، وقد قدم المقال مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد في تطوير المهارات القيادية، وتحسين أداء العمل، وتحقيق التقدم المهني.